
افتتحت الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا الكويتية (NTEC) أول منزل منخفض الطاقة، بالتعاون مع المؤسسة العامة للرعاية السكنية (PAHW) والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد).
تم تشييد المنزل منخفض الطاقة في مدينة جابر الأحمد، وتم تصميمه وبنائه كنموذج أولي لمشروع سكني تخطط له الحكومة للمواطنين الكويتيين، حيث يمتد المنزل على مساحة إجمالية تبلغ 400 متر مربع، وهو أول مشروع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحصل على تصنيف 4 نجوم من "جي ساس للتصميم والبناء" وفق معايير "جي ساس للمنازل".
وخلال حفل أقيم بهذه المناسبة، قامت سعادة الدكتورة رنا عبدالله عبدالرحمن الفارس وزير الاشغال العامة ووزير الدولة لشوؤن الاسكان في الكويت، بافتتاح الفيلا، وبحضور السيد/ أنس ميرزا، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا، والذي تسلم مع سعادة الدكتورة رنا الفارس شهادة “جي ساس" من الدكتور يوسف الحر، رئيس مجلس، ادارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير.
وفي كلمته خلال حفل الافتتاح، قال السيد/ أنس ميرزا: "يستفيد هذا المنزل النموذجي من أنظمة فعالة لتوليد الطاقة، ويتميز بمنظومة تكييف هواء عالية الجودة، مع قدرته على إعادة تدوير المياه، مما يساعد على توفير 40 في المائة من الطاقة و50 في المائة من استهلاك المياه، الأمر الذي يؤهله للحصول على تصنيف "جي ساس 4 نجوم"، بالإضافة الى كل ذلك، فإن المنزل يحافظ على قيمته وجدواه الاقتصادية".
ومن جانبه، أكد الدكتور/ يوسف بن محمد الحر، قائلاً: "إن إطلاق فيلا خضراء بتصنيف جي ساس ٤ نجوم، هو نقطة انطلاق للعديد من المشاريع السكنية المماثلة القادمة، حيث يوضح هذا المشروع المستويات المذهلة في كفاءة استخدام الطاقة والمياه من خلال تقنيات مثل أنظمة الطاقة الشمسية والكهروضوئية، ونظام معالجة المياه الرمادية، وحلول الإضاءة الذكية، مما يجعل من ميزات الاستدامة في هذا المشروع الأولى من نوعها في المنطقة، مشيرا الى أن الشهادة النهائية لتقييم استدامة هذا المشروع، تتبع عملية شاملة تتضمن العديد من عمليات التدقيق والتحقق من "مركز جي ساس - مركز التميز في المنظمة الخليجية للبحث والتطوير".
يأتي تدشين مشروع المنزل منخفض الطاقة في الكويت، ضمن الهدف الوطني للدولة التي تسعى لتحويل تصميم وبناء المنازل التي تنفذها المؤسسة العامة للرعاية السكنية، إلى مشروع مستدام وفق معايير منظومة "جي ساس"، التي طورتها المنظمة الخليجية للبحث والتطوير، كأول منظومة عالمية لتقييم الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تصدر شهادات للمباني الخضراء ومشاريع البنية التحتية تعتمد على الأداء.
وترتكز معايير الاستدامة الرئيسية لاعتماد المنزل منخفض الطاقة في الكويت، على نظام تكييف الهواء المتطور الذي يستخدم تقنية VRF المتطورة، وأنظمة استعادة الهواء، وأدوات التحكم في درجة الحرارة، وأجهزة استشعار ثاني أكسيد الكربون للتحكم في جودة الهواء الداخلي، أيضاً يستفيد المشروع من تقنية الإضاءة الذكية "ليد" التي تأتي مع ميزات التعتيم واستشعار الحركة لضمان كفاءة الطاقة وترشيد استهلاكها، كما يسمح تصميم الفيلا بوفرة ضوء النهار مع تجنب حرارة الشمس خلال ساعات الذروة من اليوم. وبالمثل، تعمل الإضاءة الخارجية بالطاقة الشمسية والتي يمكن التحكم فيها ومراقبتها من خلال نظام القياس الآلي والأتمتة المنزلية، الأمر الذي يعظم من استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة، حيث يتميز المنزل بنظام تسخين مياه يعمل بالطاقة الشمسية يتم توفيره من خلال الألواح الكهروضوئية المثبتة على السطح ومواقف السيارات الملحقة بالمنزل.
ولضمان ترشيد استهلاك المياه من خلال إعادة الاستخدام، يتميز المنزل بنظام معالجة المياه الرمادية على نطاق صغير، لري النباتات في المساحات الخضراء الخارجية المحيطة به، علماً أن تصميم المنزل رغم تطوره وفق أحدث الأنظمة، إلا أنه يتناغم مع الهوية الثقافية الوطنية للكويت، من حيث مواد البناء، والاستفادة من المنتجات المحلية التي يتميز بها الاقتصاد الكويتي.
وقد روعي في تصميم وتشييد المنزل، قدرته على التواكب مع ثلاث معايير رئيسية، هي: الاستدامة، وتكلفة انشائه التي تناسب الجميع، وتوافر مواد البناء، ومع نجاح تشييد هذا المنزل النموذجي، فمن المتوقع بدء انشاء عدد من المشاريع السكنية التي تستفيد من تصميم وبناء أول منزل منخفض الطاقة في الكويت.